وأنا دائمًا مع الشباب. كررها الأستاذ سمير فريد أكثر من مرة في نقاشات مختلفة. أتذكر أحدهم على الأقل. كان هناك خلافًا ما وكان أحد أطرافه سينمائي شاب وقتها. كلل الأستاذ سمير حديثه حول صحة موقف هذا السينمائي بتلك العبارة. كانت بالنسبة لي في تلك اللحظة عبارة براقة ولكنها بسيطة ورومانسية. بينما أدرك الآن قوتها وحجم الثمن المدفوع للتمسك بها. ليس فقط لاحتمالية خروجك عن المتوقع والمألوف بسببها خاصة في نظر من هم في نفس سنك. ولكن للاحتمالية الكبيرة أن تنعدم صحة قرارات من تنقصهم خبرة الحياة بالفعل أو على الأقل أن تتميز مواقفهم بالتسرع والراديكالية استكمالًا لما قمت بتسجيله في نصي السابق يوم 22 مارس 2022 بعنوان "سطر سخيف في نهاية صفحة ممتعة"، أود أن أشير إلى أن الرحلة لم تنتهي عند تلك النقطة السخيفة، بل أنها قد استمرت وباتت ثمارها السينمائية مرئية للمتابعين. فبحلول 30 مارس 2022 كنا قد استأنفنا بالفعل العملية الدراسية وعلى مدار شهور الربيع والصيف استضافتنا بكرم مساحات ثقافية سكندرية مستقلة وبحلول الخريف كانت قد تبلورت رؤية الأصدقاء وأصبح لديهم قناعة أن لديهم القدرة على صناعة أفلام قصيرة للتخرج من تجربة تعلم السينما ولو كانت "بدون مدرسة". وبالفعل نجحوا في إخراج ستة أفلام يتم عرضهم باستضافة كريمة من المعهد الفرنسي بالإسكندرية يوم الخميس 6 يوليو 2023 في حدث سينمائي هام بعنوان رؤى مستقلة - العرض الأول لمشاريع تخرج "تسعة بلا مدرسة سينما". وهو الإسم الذي اختاروه لأنفسهم كرد فعل تجاه تجربتهم الشخصية. و"تسعة بلا مدرسة سينما" هو الإسم الذي أتمنى أن يمتد تواجده ليكون عنوانًا لكيان سينمائي سكندري جديد على نهج أكثر من مجموعة ممن اجتمعوا لدراسة السينما في مدارس الإسكندرية وتعقدت علاقتهم بالعملية الدراسية لسبب أو لآخر تسعة بلا مدرسة سينما هم إنجي محمد وآية حبشي وتقى سعد وحمدي وهبه وسلمى الحصري وشروق علي وكريم ندا ومارتن إيليا ومنة خالد بحلول تلك النقطة في تجربتي الشخصية مع "تسعة بلا مدرسة" أود أن أعبر عن امتناني للظروف التي سمحت لي أن أكون جزءًا من هذه الرحلة رغم صعوبتها وأن أكون موضعًا للثقة من قبل الأصدقاء والزملاء الذين اختاروني للعمل أو قبلوا العمل معنا بكرم شديد أثناء تلك الفترة. كما أجد نفسي ممتنًا لوجود عدد من الأقربين الذين كانوا سندًا في لحظات شاقة. أرجو أن يتقبل جميعهم شكري وأسفي إن كانوا قد وجدوا في صحبتي صعوبة أو في آرائي حدة غير مبررة. هؤلاء هم؛ فادي جورج وبيتر عادل وإسلام كمال ومحمد المصري ومحمد صلاح وأحمد الغنيمي ومحمد زيدان وعلي العدوي وأسامة حلمي ومايكل فوزي وسامح نبيل وياسمين صباغ وعلي سعيد وسلوى رشاد وأحمد أبو الفضل ومصطفى يوسف وعمر الزهيري وهند بكر وهالة جلال وحسن الجريتلي وياسمين حسين ونيفين قناوي ومحمد الحديدي ومارك لطفي ويوحنا ناجي ويوسف عساف وأحمد ناجي وأميمة عبد الشافي ومحمد أمين وبازيل بهنا وسارة عوض وغيرهم كما أود أن أشكر صديقي شادي جمال. فلقد دفعني برفق لقراءة كتاب "تعليم المقهورين" منذ عدة سنوات. وبسبب هذا الكتاب تعرفت على باولو فريري وأفكاره التي كانت لاحقًا خير سند في لحظات الوحدة والتشكك. وكأن شادي كان يعرف أنني سوف أحتاج هذا الكتاب في لحظة ما. ومنه اقتبس الختام التالي؛ كلما ازدادات راديكالية الإنسان كلما ازداد حبه لمعرفة المزيد عن الحقيقة وبذلك يستطيع أن يقوم بدور التطوير على أحسن وجه، فالراديكالي لا يخاف المواجهة أو الاستماع حبا في كشف المزيد عن حقيقة العالم وهو أيضا لا يخاف مقابلة الناس أو الدخول في حوار معهم، لأنه لا يعتبر نفسه مالكا للتاريخ أو محررا للمقهورين وإنما يعتبر نفسه محاربا في صفوفهم في إطار العمل التاريخي، وهكذا فإن "تعليم المقهورين" إنما هو عمل يقوم به الراديكاليون ولا يمكن أن يقوم به المذهبيون
1 Comment
|
BlogArchives
July 2023
Categories
All
|